كبر الاولاد
كـبـر الأولاد
أعيـا الـعيّـنَ فـي الـحب سُهـادهـا
وأعيـا الـقَلبَ تصفحُ الـذكريـات
والعمـر في مـهـب الـريـح تـجـري
بـقاياه بين مـاضي الزمـان وآت
فبالأمس كـانت الـديـار تجمـعـنـا
واليوم تذرونا الريح في الشتات
وتـعثـرت علـىٰ .. دروب الـحـب
آمالنا وامتلأت عيوننا بالدمعات
وفـي حلـوقـنـا .. غـصـات ألــمٍ
تـفيض كـمـا .. العيون بالعبرات
وفي الـنـفـس نـحيـب صـامـت
كبكـاء الـثكالىٰ مـعفـر بـالآهـات
وتـشغـلـنـا في الـدنيـا .. أمــور
تبكي بـعد أن كانت كالضحكات
فـهـنـا كـان الأولاد .. يـلـعـبـون
يملؤون بالصراخ كل الـحجرات
كــلٌّ راح يـبـحـث عــن ذاتـــه
بـعـد مـغـادرة .. أمـهـم للـحيـاة
فـذا استـقـل .. في بـيـت لــه
وذاك هـاجـر يـبحث عن الـذات
فـغـدا الـبـيـت مـلاذًا للـحـزن
بـعـد أن كـان .. مرتـعًــا لِـلَّـذات
وفي المقابر لـوحت شـمـس
للـمغيـب عن ما كـتب من آيـات
وسُـطِّـر أن عـاش هـا هـنـا
حـب وهُـنـا فـارَقَ بــعدَ المـمـات
فما تدري نفس ماذا تكسب
غدا وأين موضعها في السماوات
وكلنا إلىٰ أجل مسمىٰ نؤول
بعـدها يـتدخـل .. هـادم اللـذات فالفراق حق إن بَسَطَ الموتُ
جنـاحًـا لـه كـمفـرقٍ للـجمـاعـات
وبعـد أن كنـا عائلـة واحـدة
صرنـا بـضعًا متفرقًا من عائـلات
وتعددت صفـات الـقربى لا
يجمـع شمـلهـا أيٌّ مـن الـسمـات
محي الدين الحريري
تعليقات
إرسال تعليق